طوفان الأقصى

قراءة تحليلية (اليوم الـ35 للحرب) نقاط مكثَّفة حول المنـاوَرات البريَّة في قطاع غزة

10:15 ص،10 نوفمبر 2023

• التقدم الأبرز لآليات الاحتلال في الساعات الـ٤٨ الأخيرة تمثل في المحور الجنوبي الغربي، خصوصًا عبر مسار التقدم من الشريط الساحلي وشارع الرشيد ومنه انطلاقًا للتعمق شرقًا داخل أحياء حي الرمال غرب غزة، تحديدًا الرمال الجنوبي، كان أبرزه التقدم في مربع أنصار ومشارف شارع الشهداء سبقه تمهيد ناري وتمشيط باستخدام قنابل الفسفور علمًا أن حي الرمال من أوائل الأحياء التي هُجرت ونُفذت فيها أحزمة نارية واسعة منذ بداية الحرب.

• على المحور الشمالي الغربي، واصلت الآليات التقدم الحذر والبطيء حيث وصلت الآليات محيط مفترق العيون ومستشفى الرنتيسي للأطفال بشارع النصر، وسط غطاء ناري كثيف جدًا.

• تستمر الاشتباكات والمواجهة في التصدي للمناورات البرية الإشغالية على الحدود الشرقية للقطاع، حيث فشلت على مدار أيام محاولات التقدم من شرق خانيونس وشرق البريج وشرق المغازي وشرق الشجاعية وشرق جباليا، والأمرُ سيَّان في الحدود الشمالية لمدينة بيت حانون.

يواجه الاحتلال معضلة حقيقية في التقدم في المحور الشمالي الغربي على مسار الشريط الساحلي إذ يمثل الدخول من مخيم الشاطئ عقبة حقيقية حيث تتصدى المقاومة بشكل كبير للآليات المتقدمة وسجلت خسائر كبيرة في صفوف آليات وجيش الاحتلال.

• يستهدف التحرك البري بشكل رئيسي الإطباق باستخدام تكتيك (الكماشة) على منطقة غرب غزة وخصوصًا مربع مستشفى الشفاء الذي بات تحت الحصار شبه الكامل.

• قصف جيش الاحتلال باحة ومبانِ ادارية بمستشفى الشفاء لضمان إفراغه من النازحين ودفعهم لمغادرة المستشفى والأمر سيان لإخراج الصحافة من المستشفى، تمهيداً لاقتحامه وخلق بروجندا حول المستشفى حاول ترويجها منذ أسابيع، ويرغب بتقديمها بمعزل عن كاميرات الصحافة غير الخاضعة لسيطرته.

• عمدت المقاومة لعدم خوض معارك تصدي في أي مناطق تستنزف مقاتليها خصوصًا محيط شارع الرشيد، حيث مازالت تتبع نمط الإغارة على القوات من خواصر ضعف تسمح باستنزاف القوات والآليات من مكامن المقاومة.

• بالرغم من ادعاء جيش الاحتلال فقدان قيادة المقاومة الاتصال بالقادة الميدانيين على الأرض (ضرب منظومات القيادة والسيطرة والاتصال) أبرزت عمليات المقاومة عدم دقة هذا الادعاء، حيث أظهرت فيديوهات المقاومة وجود إسناد معلوماتي وعمل متكامل ما بين غرف العمليات للمقاومة والطيران المُسيّر والمقاومين على الأرض، وهذا برز أيضًا في تنفيذ المقاومة عملية استهداف لمجموعة مشاة على الأرض بقنبلة من طائرة مُسيرة وإتباع الاستهداف بقصف ذات القوة بقذائف الهاون.

• مازال الاحتلال يعمل بمنطق الالتفاف حول المربعات السكانية الكبرى ويتحرك عبر المساحات المحروقة، محاولة حصر مدينة غزة في شقها الغربي لتسجيل صورة نصر معنوي باحتلال غرب غزة.

• تتبع المقاومة تكتيكات تقلل من استنزاف مواردها وتستنزف آليات الاحتلال وترفع كلفة تحركه البري، وتفضل خوض اشتباكات في بيئة تسمح بالمناورة بتكتيكات حرب المدن رغم حجم التمهيد الناري الكبير وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وهذا ما تعكسه كثافة الاشتباكات بمحيط مستشفى الشفاء والكمائن جنوب تل الهوا وحي النصر ومخيم الشاطئ.

• رغم تقدم الاحتلال بعدة محاور لم يستطيع حتى الان تحقيق أي صورة نصر حقيقي وبالتالي يلجأ لإعلانات لا قيمة ميدانية أو عملياتية لها عن تحقيق إنجازات مثل نجاحه في السيطرة على مواقع تتبع للمقاومة، بالرغم من أنها مواقع مخلاة وفي مناطق محروقة.

خُلاصة: بالرغم من الضخ الإعلامي الكبير لجيش الاحتلال ومنابره الإعلامية حول مجمع الشفاء الطبي ومنطقة غرب مدينة غزة باعتبارها مركز القيادة للمقاومة، بهدف خطف صورة نصر وهمي، وسعيه لتحويل هذا العنوان وكأنه تحقيق لهدف عملياتي كبير، إلا ان هذا لن يُشكل أي إنجاز على أرض الواقع سوى المزيد من الإجرام والإيغال بدماء الشهداء، وتدمير كل مقومات الصمود الشعبي في محافظة غزة، والأمر كذلك في شمال غزة.

يُشكل فشل تهجير السكان من محافظتي غزة والشمال العامل الأبرز في إجهاض العديد من سيناريوهات التقدم البري وهو ما يجعل الاحتلال يكثف من استخدام قنابل الفسفور والمجازر في محيط مستشفى الشفاء بمحافظة غزة ومستشفى الإندونيسي شمال غزة، إضافة للقصف المكثف جدًا لمخيم الشاطئ وجباليا.

سيعمل جيش الاحتلال على التمركز في منطقة غرب غزة، والبحث عن صور انتصار بالسيطرة على مستشفى الشفاء ومقرات العمل الحكومي والمجلس التشريعي بمنطقة الرمال، لتقديم صورة نصر معنوي لجمهوره، ومن ثم البحث عن تسجيل إنجازات عملياتية بتنفيذ عمليات تمشيط دقيق لمنطقة غرب غزة لتفكيك أي منظومات قيادة للمقاومة.