الرئيسية| قراءة تحليلية| تفاصيل الخبر

ضربات مكثفة للأمن الحكومي، وعمليات خاطفة ومُركَّزة في غزة وخان يونس

قراءة تحليلية (اليوم الـ172 للحرب) نقاط مكثَّفة حول مجريات المواجهة البريَّة في قطاع غزة

04:27 م،26 مارس 2024

برنامج الرصد والتوثيق

المشهد الميداني لجيش الاحتلال:

  • نفَّذ جيش الاحتلال مناورة مباغتة استهدفَت مجمع الشفاء الطبي غربي غزة، تضمنت فرض حصار مشدد على المجمع والمباني المحيطة.
  • نفَّذ جيش الاحتلال حملاتِ اعتقالٍ موسعةً لعدد كبير من النازحين داخل مجمع الشفاء الطبي إضافةً إلى مجموعة من الاعدامات.
  • نُفِّذت العملية الخاصة في مجمع الشفاء بمشاركة من القوات الخاصة ووحدات المستعربين، إضافةً إلى القوات البرية وغطاء جوي كثيف.
  • وسَّعت القوات المهاجمة نطاق عملياتها في محيط مجمع الشفاء، في اتجاه الشمال في منطقة الرمال الشمالي ومشارف حي النصر، وفي اتجاه الجنوب في أحياء الرمال الجنوبي ومحيط الجندي المجهول.
  • نفَّذت آليات الاحتلال مناورة استطلاعية على مشارف مدينة بيت حانون ومحيط منطقة البورة دون أية عمليات تعمق بري في أحياء المدينة.
  • يعزِّز جيش الاحتلال من إجراءات الفصل بين شمالي القطاع وجنوبيه، وينشئ حواجز على شارع الرشيد المطل على الواجهة البحرية، يتضمن أبراج مراقبة وتحصينات ومعدات رقابة.
  • في محور وسط القطاع، تشهد المخيمات الوسطى ومدينة دير البلح ضرباتٍ مكثفةً من الطيران الحربي لعدد من المنازل، دون أي تقدم ميداني للآليات من رؤوس الجسور ومواضع التمركز في مناطق جحر الديك والمغراقة وشارع قصر العدل ("نتساريم") في محيط المستشفى التركي.
  • في محور الجهد الرئيسي، في محافظة خان يونس أنهى الاحتلال مناورته في حي "مدينة حمد" شمالي غربي المحافظة، بعد تنفيذ عمليات مداهمة واسعة وحملات اعتقال، وإفراغها من سكانها بالقوة، ونسف مجموعة من الأبراج السكنية والمنشآت.
  • في محافظة خان يونس، نفَّذ جيش الاحتلال مناورةَ تقدمٍ خاطفةً في محيط مجمع ناصر الطبي ومشارف الحي النمساوي، وصولًا إلى مشارف منطقة مواصي خان يونس في محيط ميناء خان يونس.
  • في محافظة خان يونس نفَّذ جيش الاحتلال مناوراتِ إعادةِ انتشارٍ مع حفاظ على حرية الحركة للقوات على الأرض في مناطق جنوبي المحافظة، شملت إعادة الانتشار في محيط مستشفى ناصر والمخيم ووسط البلد والمنطقة الشرقية والتقدم في اتجاه حي الأمل ومحيط سجن أصداء.
  • يتمركز جيش الاحتلال في رؤوس جسور في مناطق البطن السمين، وشارع 5، والزنة –المنطقة الفاصلة بين عبسان والقرارة-.
  • كثَّف جيش الاحتلال من غاراته على مناطق متفرقة في رفح، توزعت على مختلف مناطق رفح من جنوبيها إلى شماليها، ومن شرقيها إلى غربيها.

المشهد الميداني للمقاومة:

  • تتعامل المقاومة في محاور الاشتباك المختلفة مع محاولات التقدم بالأسلحة المناسبة واستخدام تكتيكات حرب الغوار واستنزاف قوات العدو البرية، وتنفِّذ عملياتِ استدراجٍ مستمرةً لقوات الاحتلال لكمائن النار.
  • تصدَّت المقاومة لمناورات التقدم شرقي بيت حانون وتعرضت للقوات بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع.
  • نجحت المقاومة في توجيه عدد من الضربات وتشغيل عدد من الكمائن والاستهدافات لقوات جيش الاحتلال في منطقة القرارة شمالي شرقي خان يونس، وهي منطقة تقع ضمن مواقع تمركز جيش الاحتلال منذ أكثر من شهرين.
  • نجحت المقاومة في تشغيل القدرات الصاروخية برشقات بمديات قصيرة ومتوسطة من عدة مواضع في قطاع غزة سبق لجيش الاحتلال التعمق فيها في مراحل مختلفة من عمر العمليات البرية العدوانية في قطاع غزة، شملت قصف سديروت وعسقلان وبئيري والمدى الأبعد في اسدود.
  • كثَّفت المقاومة من عمليات التعرض لقوات المشاة بنيران استهداف مُركَّزة من سلاح القنص بواسطة بندقية "الغول" محلية الصنع والتي تُشكل نسخة فلسطينية عن بندقية Steyr HS .50k النمساوية، خاصةً في منطقتَي الجهد في محيط مستشفى الشفاء في محافظة غزة، وحي "مدينة حمد" في محافظة خان يونس.
  • تعرضت المقاومة للآليات المتقدمة في محيط مستشفى الشفاء بمختلف وسائط النار المضادة للدروع، إضافةً إلى الجهود الهندسية التي استهدفت آلياتِ جيش الاحتلال، والكمائن الهندسية.
  • في مناطق المناورة والحركة في محافظة خان يونس، نجحت المقاومة في تنفيذ عدد من كمائن النار وتفجير فتحات أنفاق، عبر جهود هندسية مُعدَّة مسبقًا أو مستحدَثة، شملت تجهيز منازل مفخَّخة في القوات واستخدام القذائف الترادفية المضادة للدروع وعبوات العمل الفدائي والعبوات التلفزيونية والرعدية والشواظ.
  • تَستهدِف المقاومةُ تحشيداتِ الاحتلالِ ومواقعَ القيادةِ وخطوطَ الإمدادِ لجيش الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل 120 ملم، وتَستهدِف المشاةَ ضمن عمليات الاشتباك بقذائف الهاون النظامي عيار 60 ملم، ضمن عمليات استحكام مدفعي في مختلف محاور القتال.

الاستخلاصات:

  • تهدف الحركة المستمرة لجيش الاحتلال، والإغارة البرية على المناطق التي انسحب منها إلى الاستنزاف الأقصى، ومنع السكان من العودة إلى مناطق سكناهم، وكشف أية تحركات للمقاومين من عقدهم القتالية واستهدافها.
  • هدفت المناورة الكبيرة في مدينة حمد بدرجة أساسية إلى توجيه ضربة مؤثِّرة لقدرات حفظ الأمن والداخلية في القطاع، عبر تنفيذ عمليات اعتقال/اغتيال لمسؤولي جهاز الشرطة وإدارة العمليات الحكومية، وذلك بهدف إحباط جهود تأمين المساعدات وتشكيل لجان حماية شعبية بالتعاون مع الفصائل والعشائر، ما تجلى بدرجة مباشر في اغتيال مدير عمليات الشرطة، ومدراء في الشرطة في كل من جباليا والنصيرات ورفح.
  • عوَّل الاحتلال على اكتساب أوراق مؤثِّرة في معادلة التفاوض عبر تحقيق اعتقالات مؤثرة لقيادات وازنة في مستشفى الشفاء.
  • ينفِّذ الاحتلال ضرباتٍ جويةٍ مُركَّزةً لمواقع استجدَّت في بنك أهدافه، ضمن الجهود الاستخباراتية في متابعة إعادة التمركز والتشكيل لكتائب المقاومة وعُقدها القتالية، على إثر عمليات إعادة الانتشار من مواضع التعمق.
  • إنَّ تشغيلَ المقاومة سلاحَ الطيرانِ المُسيَّرِ، واستهدافَ نقاطِ تمركُزٍ لجيش الاحتلال شرق بيت حانون، يعكسان بوضوح سلامةَ العديد من القدرات النوعية في المقاومة في أكثر المواقع تقدمًا والتي تعرضت لعدوان واسع.
  • يؤكِّد نجاحُ المقاومة في التصدي لمناورات الاحتلال على أطراف بيت حانون، التي تعرضت لعدوان شامل وادَّعى الاحتلال إطباق السيطرة عليها وتفكيك البنى التحتية للمقاومة فيها، ما يؤكد عمق تجهيزات المقاومة ومتانة قواعدها وبنيتها التحتية، خصوصًا وأن بيت حانون تحولت إلى منطقة محروقة من الصعب العمل المقاومة فيها.
  • تصدِّي المقاومة للآليات في محيط مستشفى الشفاء التي شكلت ساحة عمليات رئيسية، تؤكد سلامة الخطوط الدفاعية والعقد القتالية للمقاومة وقدرتها على التعامل مع أي حدث، كما أكدت التوثيقات المُصوَّرة للمقاومة سلامة سلسلة القيادة والسيطرة والعمل المنظم في التعرض للقوات المهاجمة بالقذائف الترادفية المضادة للدروع، سلاح القنص، والجهود الهندسية، إضافةً إلى العمل المشترك في استهداف خطوط الإمداد والآليات بقذائف الهاون.
  • أثبتت المقاومة تماسك قدراتها وبنيتها التحتية في مناطق القتال شمالي قطاع غزة، وانعكس هذا انعكاسًا كبيرًا على قدرات تشغيل منظومات الصواريخ، إضافةً إلى التصدي لمحاولات التقدم الجديدة في عدد من المحاور.
  • إنَّ قدرة المقاومة على توجيه ضربات في مناطق القرارة وبيت حانون وحي الزهراء تؤكِّد تماسكَ العُقد القتالية للمقاومة ومنظومات القيادة والسيطرة وإدارة العمليات، حتى في المناطق التي تجري فيها عمليات قتالية منذ أشهر.
  • يكثِّف الاحتلال من استهدافاته من غاراته في رفح، بهدف زيادة الضغط على السكان والنازحين وإظهار رسائل حول الجدية في تنفيذ عدوان واسع على المحافظة.
  • يستمر الفعل المقاوم المشترك بين الأجنحة العسكرية ويتطور، ما يعكس وجودَ وحدةٍ ميدانيةٍ حقيقيةٍ بين المقاومين، إضافةً إلى سلامة البيئة العملياتية للمقاومة في مناطق الجهد الرئيسي والثانوي، ما يتيح القدرة على التنسيق والفعل المشترك والذي تنوع ما بين الكمائن والاستهدافات، وتوجيه ضربات المدفعية لتحشيدات وخطوط إمداد العدو.

التقدير:

يبحث الاحتلال عن اكتساب أوراق تَقلِب المعادلة التفاوضية لصالحه عبر توجيه ضربات مؤثِّرة على الأرض بتنفيذ عمليات اعتقال لقادة مفصليين، أو الوصول إلى المختطفين وتحريرهم بالقوة، ما سيعزِّز الموقف التفاوضي للاحتلال، وفي هذا السياق تقع العمليات الخاطفة لجيش الاحتلال في مستشفى الشفاء وحي "مدينة حمد" ومحيط مستشفى ناصر.

يطبِّق الاحتلال النمط العملياتي الخاص بالمرحلة الثالثة في خان يونس، مع تنفيذ عمليات مناورة وإغارة على مواقع يُقدِّر أنها قد تحتوي على أهداف ثمينة، خصوصًا في ضوء التقديرات لدى أجهزة أمن واستخبارات الاحتلال بوجود قيادة المقاومة في محافظة خان يونس حتى هذه اللحظة.

ارتباطًا بوتيرة المفاوضات، ووصول المحادثات إلى عنق الزجاجة، صعَّدت المقاومة من عمليات إطلاق الصواريخ، وتوجيه رشقات صاروخية متعددة المديات من مواقع متعددة بما فيها مناطق شمال غزة.

يهدف الاحتلال إلى ضرب المنظومة الأمنية للسلطة الحاكمة في قطاع غزة، بهدف تثبيت أحد أهداف الحرب، وهو تفكيك القدرات السلطوية في القطاع، وبالتالي فإن محاولات إعادة تنظيمها وفرض الأمن تشكل تحديًا سيتعامل معه الاحتلال بقوة غاشمة، ما سيمِّهد الطريق مستقبلًا لتوسيع استهداف الطواقم الشرطية، وحتى لجان الحماية الشعبية.