الرئيسية| قراءة تحليلية| تفاصيل الخبر

التوسعُ التدريجيُّ في رفح.. ورفعُ المقاومةِ نوعيةَ كمائنها

قراءة تحليلية (اليوم الـ239 للحرب) نقاط مكثَّفة حول مجريات المواجهة البريَّة في قطاع غزة

01:25 م،30 مايو 2024

برنامج الرصد والتوثيق

▪️ المشهد الميداني لجيش الاحتلال:

- في محور الجهد الرئيسي في مدينة رفح، عزز جيش الاحتلال من تمركزه في الأحياء الشرقية لمحافظة رفح، خصوصًا في أحياء السلام والتنور والبرازيل والشوكة والمشروع والجنينة.

- تتحرك آليات جيش الاحتلال بشكل رأسي على طول محور فيلادلفي الحدودي وصولًا إلى تلة زعرب، فيما يفرض جيش الاحتلال السيطرة العملياتية بالنيران على الجزء الغربي من المحور وصولًا إلى شاطئ بحر رفح.

- فرض جيش الاحتلال حظر التجول بالنيران عبر تكثيف الاستهداف الصاروخي وإطلاق النار من الطائرات المُسيَّرة "كواد كابتر" في مناطق وسط وغربي رفح ومحيط مخيم رفح للاجئين ومخيم الشابورة، دون أن تتعمق آليات الاحتلال في الأحياء المذكورة.

- تتحرك آليات جيش الاحتلال بتروٍّ كبير في حدود محافظة رفح، وتستخدم الآلياتِ المُسيَّرةَ عن بُعد في إطار الجهد الاستطلاعي.

- ينفِّذ كلٌّ من طيران الاحتلال وبطاريات مدفعيته عملياتِ قصفٍ مكثفةً للعديد من الأحياء الغربية في رفح.

- في محور الجهد الكبير في شمالي قطاع غزة، وبعد أكثر من عشرين يومًا من العملية العسكرية المُركَّزة في مخيم جباليا، أعادت قوات الاحتلال الانتشار خارج المناطق المأهولة شمالي القطاع، وانسحبت آليات الاحتلال من شوارع المخيم وضواحيه.

- في خلال العملية العسكرية في مخيم جباليا، نفَّذ جيش الاحتلال عملياتِ نسفٍ وتخريبٍ وتدميرٍ واسعةً طالت المنشآتِ والمساكنَ والمبانيَ والبنى التحتيةَ وكل مقومات الحياة.

- في خلال عمليته، وسَّع جيش الاحتلال من نطاق العملية التي تَستَهدِف مخيم جباليا، لتشمل المناطقَ الشماليةَ للمخيم من حي الشيخ زايد وصولًا إلى مناطق غربي بيت لاهيا ومناطق تل الزعتر ومشروع بيت لاهيا، إضافةً إلى الجهة الغربية من المخيم في حيَّي القصاصيب والفالوجا.

- أخرَج جيش الاحتلال في خلال العملية العسكرية بالقوة كلًّا من مستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان عن الخدمة، وأجبر الطواقم الصحية والمرضى على إخلائهما.

- نفَّذت طائرات الاحتلال الحربية عددًا كبيرًا من الغارات، استَهدَفَت مناطقَ متفرقةً من مخيم جباليا ومحيطه من شرقيه إلى غربيه، ومن شماليه إلى جنوبيه، شملت استهدافاتٍ لمراكز الإيواء وعملياتِ اغتيال واستهداف لمنازل وتجمعات مواطنين.

- أعلن جيش الاحتلال نجاحه في استرداد جثث ثمانية من الأسرى لدى المقاومة من أحد الأنفاق في مخيم جباليا، وتمكنه من تفجير النفق المستهدَف.

- في محور "نيتساريم"، تستمر قوات الاحتلال بتنفيذ أنشطة تأمينية في محيط المحور، إذ تتحرك آلياته فس اتجاه أحياء تل الهوى والزيتون والصبرة.

- في محور وسط القطاع، تشهد المخيمات الوسطى، خاصةً مخيمَي النصيرات والبريج، ضرباتٍ مكثفةً من طيران الاحتلال الحربي لعدد من المنازل، إضافةً إلى قصف مدفعي مستمر لمناطق شمالي النصيرات من قوات الاحتلال المتمركزة في محور "نيتساريم".

- أعلن جيش الاحتلال إضافة لواء جديد له للعمليات القتالية في محور القتال في رفح.

المشهد الميداني للمقاومة:

- تتعامل المقاومة في محاور الاشتباك المختلفة مع محاولات التقدم بالأسلحة المناسبة، واستخدام تكتيكات حرب الغوار واستنزاف قوات العدو البرية، وتنفِّذ عملياتِ استدراجٍ مستمرةً لقوات الاحتلال لكمائن النار.

- في محور الجهد الرئيسي في رفح، تتعامل المقاومة مع آليات الاحتلال في محاور التقدم بمختلف وسائط النار المضادة للدروع، والجهود الهندسية.

- استدرجت المقاومة أكثر من قوة خاصة إلى منازل مفخَّخة، وأجهزت عليها بالجهود الهندسية والهجمات المباشرة.

- نجحت المقاومة في تنفيذ العدد الأكبر من الاستهدافات لقوات الاحتلال في خلف خطوط التقدم، خاصةً أحياء الشوكة والبرازيل ومحيط معبر رفح.

- نفَّذت المقاومة كمينًا مركبًا، شمل محاولة لخطف جندي في حي الشوكة شرقي رفح، تمكنت في خلاله من الإجهاز على قوة متمركزة من قوات الاحتلال.

- تتعامل المقاومة بتروٍّ مع التقدم الاستطلاعي لقوات الاحتلال في غربي محور فيلادلفي.

- نجحت المقاومة في تشغيل القدرات الصاروخية، وإطلاق رشقة صاروخية استَهدَفَت عمقَ الأراضي المحتلة، وبالتحديد "تل أبيب"، انطلاقًا من مواقع التوغل في مدينة رفح، وعن بعد ثمانمِائة متر من أماكن تواجد آليات الاحتلال.

- في محور القتال في مخيم جباليا، تصدت المقاومة لعمليات تقدم جيش الاحتلال بمختلف وسائط النار المتنوعة ما بين القذائف الترادفية المضادة للدروع محلية الصنع، وعبوات الشواظ وعبوات العمل الفدائي.

- نجحت المقاومة في تشغيل عدد من الكمائن الهندسية المُعدَّة مسبقًا والمستحدَثة، ونسف منازل مفخَّخة وفتحات أنفاق في قوات الاحتلال المتقدمة في مخيم جباليا.

- نفَّذت المقاومة عددًا من الكمائن المركَّبة في مخيم جباليا، استَهدَفَت جنود وآليات الاحتلال في المخيم، تضمنت استخدام القذائف المضادة للدروع والقذائف المخصَّصة للتحصينات والأفراد والكمائن الهندسية والعبوات المضادة للدروع والأفراد في الكمين ذاته استَهدَفَت في خلالها قوة الاحتلال المهاجمة وقوة الإسناد وخطوط الإمداد.

- نجحت المقاومة في تنفيذ كمين مركَّب استَهدَفَت في خلاله قوة مهاجمة في أحد الأنفاق، وأجهزت على أفراد القوة، إذ أوقعتهم ما بين قتيل وجريح وأسير.

- استَخدَمَت المقاومةُ وسائط الدفاع الجوي المحمولة على الكتف "سام 7" في استهداف مروحياتٍ لجيش الاحتلال في خلال العمليات القتالية في مخيم جباليا.

- نجحت المقاومة في تشغيل مجموعة من القدرات الصاروخية استَهدَفَت مستوطناتِ غلاف غزة، انطلاقًا من مواقع العمليات في شمالي القطاع، استَهدَفَت في خلالها مستوطناتِ "سديروت" وعسقلان برشقات متعددة.

- نجحت المقاومة في تشغيل الطيران المُسيَّر واستهداف آليات جيش الاحتلال المتقدمة على تخوم مخيم جباليا بالقذائف المُسقَطة من الجو.

- استَهدَفَت المقاومةُ برشقات من صواريخ 107 ملم وقذائف الهاون مواقعَ تمركز جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة الشرقية.

- في مناطق المناورة والحركة في محيط محور "نيستاريم"، لم تتوقف عمليات تصدي المقاومة لجيش الاحتلال، استَعمَلَت فيها وسائط النار المضادة للدروع والجهود الهندسية.

- تَستهدِف المقاومةُ تحشيداتِ الاحتلالِ ومواقعَ القيادةِ وخطوطَ الإمدادِ لجيش الاحتلال في محور "نيتساريم" بقذائف الهاون من العيار الثقيل 120ملم والعيارات المتوسطة 80 ملم والهاون النظامي عيار 60 ملم ضمن عمليات استحكام مدفعي من عدة محاور.

- استَهدَفَت المقاومةُ قواتِ المشاة التابعة لجيش الاحتلال بنيران استهداف مُركَّزة من سلاح القنص بوساطة بندقية "الغول" محلية الصنع، والتي تُشكِّل نسخةً فلسطينيةً عن بندقية Steyr HS .50k النمساوية، وذلك في محاور القتال في مخيم جباليا ومحور "نيتساريم" وشرقي رفح.

الاستخلاصات:

○ يعكس تنفيذُ المقاومةِ محاولتَي خطف في خلال مدة زمنية محدودة وجودَ تغيُّر في تكتيكات القتال لدى المقاومة، وفي طبيعة الأهداف من الكمائن وتفعيل المقاومة خيارَ أسر المزيد من قوات الاحتلال المهاجمة.

○ يعكس كلٌّ من شكل وطبيعة ونوعية الأسلحة وإدارة العمليات للمقاومة في مخيم جباليا، حتى اللحظة الأخيرة من تواجد جيش الاحتلال في أحياء المخيم، مدى عمق البنية التحتية للمقاومة وسلامة قدراتها التسليحية وغرف القيادة والسيطرة.

○ يعكس نجاحُ المقاومةِ في تشغيل وسائط نيران متعددة، بما فيها الوسائط النوعية مثل الوسائط المضادة للطيران المحمولة على الكتف والطيران المُسيَّر، تماسكَ تخصصات نوعية للمقاومة ظنَّ الاحتلال أنه استطاع تحييدها بهجماته الموسَّعة، ما يعكس الإدارةَ الذكيةَ للنيران والموارد لدى المقاومة وحرصها على عدم استنزاف الأسلحة النوعية.

○ يعكس كلٌّ من تشغيل المقاومة للقدرات الصاروخية بمختلف المديات ارتباطًا بوتيرة العدوان، واستهداف "تل أبيب" في عمق الأراضي المحتلة، وإطلاق الصواريخ من مناطق التوغل أو التمركز، بوضوح سلامةَ العديد من القدرات العملياتية والقيادة والسيطرة للمقاومة حتى في مواقع التقدم والتي تعرضت لعدوان واسع.

○ تتسم المناورة الكبيرة لجيش الاحتلال في مدينة رفح بالقضم التدريجي والتحرك البطيء والتقدم المحدود نسبيًّا في اتجاه المناطق المأهولة.

○ يعمل الاحتلال على تحقيق الإخلاء الكامل لمدينة رفح وأحيائها ومخيماتها من سكانها والنازحين فيها بالنيران، وتكثيف الاستهدافات، وفرض حظر على الحركة باستهداف الطيران المسيَّر، دون لفت نظر العالَم الذي يُركِّز الأنظار على رفح.

○ يَستثمر الاحتلالُ التحركَ في محور فيلادلفي لتجنُّب ضربات المقاومة، بسبب انضباطها في مهاجمة آليات الاحتلال على الحدود تجنبًا لوصول أية نيران منطلقة من المقاومة إلى الأراضي المصرية.

○ يستمر الفعل المقاوم المشترَك بين الأجنحة العسكرية ويتطور، ما يعكس وجودَ وَحدةٍ ميدانيةٍ حقيقيةٍ بين المقاومين، إضافةً إلى سلامة البيئة العملياتية للمقاومة في مناطق الجهد الرئيسي والثانوي، ما يتيح القدرة على التنسيق والفعل المشترَك، والذي تنوع ما بين الكمائن والاستهدافات، وتوجيه ضربات المدفعية لتحشيدات وخطوط إمداد العدو.

○ نجحت المقاومة في رفع الكلفة البشرية والمادية لتقدم جيش الاحتلال في مخيم جباليا ومدينة رفح، ومن قبلها في حي الزيتون، ونجحت في رفع الثمن الدموي لبقاء جيش الاحتلال في محور "نيستاريم"، بما يهدف إلى تحفيز قادة جيش الاحتلال حول ما ينتظر كل عمليات تقدمه، وفشل الرهانات على استنزاف المقاومة وتحقيق مبدأ حرية الحركة والمطاردة الساخنة في مخيمات ومدن وأحياء قطاع غزة.

○ يعكس زجُّ الاحتلالِ ألويةً جديدةً في محاور القتال في قطاع غزة حجمَ ضراوةِ القتالِ في هذه المحاور، وتجاوُزَ قدراتِ المقاومةِ لتقديرات الاحتلال الاستخباراتية التي عوَّلت على استنزاف وإنهاك تشكيلات المقاومة في المناطق المستهدَفة.

التقدير:

  • ستصعِّد المقاومةُ من نوعية ضرباتها المُوجَّهة إلى قوات جيش الاحتلال المتقدمة في محاور القتال، إضافةً إلى قواته المتمركزة، سواءٌ في محور "نيتساريم" أو الحدود الشرقية.
  •  سيوسِّع جيش الاحتلال من عمليته في محافظة رفح، لتستهدف الأحياء التي يدَّعي أنها تُشكِّل الثقل الأساسي لكتائب المقاومة في المحافظة، والتي يصنفها إلى أربع كتائب موزَّعة ما بين شرقي ووسط وغربي رفح، وسيعمل على تنفيذ عمليات إغارة رأسية على هذه المناطق خصوصًا وسط وغربي المحافظة.
  •  ستستمر المقاومة في تحويل كل محاولة تعمُّق جديدة في محافظات غزة وشمالي غزة، لإفشال محاولة الاحتلال الحفاظَ على مبدأ حرية الحركة في مناطق الشمال، إضافةً إلى استعراض سلامة تشكيلاتها وقدراتها الهجومية والدفاعية في مختلف محاور القتال.
  •  سيعمد الاحتلال إلى تدشين محور جهد جديد في مناطق شمالي قطاع غزة، في إطار محاولة إتمام الاستنزاف الأقصى لقدرات المقاومة في هذه المناطق، وغالب التقدير أن الهدف سيكون أحياء شرقي مدينة غزة.