الرئيسية| قراءة تحليلية| تفاصيل الخبر

تأمين المنطقة العازلة وسط القطاع، والتمهيد لعملياتٍ رفح

قراءة تحليلية (اليوم الـ200 للحرب) نقاط مكثَّفة حول مجريات المواجهة البريَّة في قطاع غزة

12:16 م،23 ابريل 2024

برنامج الرصد والتوثيق

المشهد الميداني لجيش الاحتلال:

  • أعاد جيش الاحتلال التمركز والانتشار خارج المناطق المأهولة في جميع مناطق قطاع غزة، باستثناء مركز القيادة والتحكم ورؤوس الجسور في أراضي محررة "نيتساريم" وسط قطاع غزة الذي يتمركز فيه لواء "ناحال".
  • نفَّذ جيش الاحتلال عمليةً خاصةً لخلق محيط تأميني لمركز القيادة والتحكم ورؤوس الجسور وسط القطاع، استَهدَفَت مناطقَ شمالي النصيرات وحي الزهراء السكني ومنطقة المغراقة.
  • نفَّذ جيش الاحتلال في خلال عمليته شمالي مخيم النصيرات عمليات نسف كبرى وإزالة لكل المباني المرتفعة ومواقع الاستحكام، إضافةً إلى تحييد كمائن مفترضة للمقاومة وأهداف مستجدة.
  • وسَّعَت قوات الاحتلال من إجراءاتها التأمينية وحجم محيط المنطقة العازلة الفاصلة ما بين شمالي القطاع وجنوبيه، شملت توسعةَ الممرِّ اللازم لنقل القوات واللوجستيات، والمساحة الفاصلة الكفيلة بمنع أية عودة جماعية للسكان.
  • نفَّذَت آليات الاحتلال عدةَ مناوراتٍ استطلاعيةٍ على مشارف مدينة بيت حانون، شملت محاصَرةَ مدارس تأوي نازحين وتنفيذَ مجموعةً من عمليات الاعتقالات والانسحاب.
  • يعزِّز جيش الاحتلال من قواته على الحدود الشرقية لمحافظة رفح، وتشهد المنطقة الحدودية حركةً واضحةً واستقدامًا للتعزيزات.
  • كثَّف جيش الاحتلال من غاراته على مناطق متفرقة في رفح، توزعت على مختلف مناطق رفح من جنوبيها إلى شماليها، ومن شرقيها إلى غربيها.
  • على إثر سحب جيش الاحتلال الفرقة 98 من منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة بألويتها الثلاثة، لم يبقَ في داخل القطاع سوى لواء "ناحال" الذي يعمل في منطقة "نيتساريم".
  • تمهيدًا للعمليات القادمة في القطاع، استدعى جيش الاحتلال لواءين من قوات الاحتياط، بعد أن أتمَّ سحب الفرقة 98 من قطاع غزة.

المشهد الميداني للمقاومة:

  • تعرضت المقاومة للقوات المتقدمة شمالي النصيرات بالنيران والمدفعية والكمائن الهندسية المُعدَّة مسبقًا والمُحدَّثة وتفجير فتحات الانفاق.
  • تصدَّت المقاومة لمناورات التقدم شرقي بيت حانون وتعرضت للقوات بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع والقنص.
  • نجحت المقاومة في توجيه عدد من الضربات للقوات المتمركزة على الحدود الشرقية شرقي غزة وجباليا وبيت حانون.
  • نجحت المقاومة في تشغيل القدرات الصاروخية، برشقات بمديات قصيرة ومتوسطة، من عدة مواضع في قطاع غزة سبق لجيش الاحتلال التعمق فيها في مراحل مختلفة من عمر العمليات البرية العدوانية في قطاع غزة.
  • تَستهدِف المقاومةُ تحشيداتِ الاحتلالِ ومواقعَ القيادةِ وخطوطَ الإمدادِ لجيش الاحتلال، وبشكل خاص رؤوس الجسور في محررة "نيتساريم" بقذائف الهاون من العيار الثقيل 120 ملم، وتَستهدِف المشاةَ ضمن عمليات الاشتباك بقذائف الهاون النظامي عيار 60 ملم، ضمن عمليات استحكام مدفعي في مختلف محاور القتال.

الاستخلاصات:

  • يحاول جيش الاحتلال الحفاظ على مبدأ حرية الحركة وتثبيته في محافظة شمال قطاع غزة، وذلك عبر المناورات المستمرة في محيط مدينة بيت حانون، وذلك يشمل منع سكان المدينة من إعادة الاستقرار في منازلهم بعد عودتهم إليها.
  • هدفُ استدعاءِ ألويةِ الاحتياطِ تثبيتُ الجدِّيَّة في إطار التجهز للعمليات في رفح، إضافةً إلى الحاجة العملياتية إلى تنفيذ عمليات موضوعية في مناطق شمالي القطاع.
  • هدفت العملية الخاصة شمالي النصيرات إلى تأمين محيطٍ عازلٍ لمواقع تمركز جيش الاحتلال في محررة "نيتساريم"، لتجنُّب تحوُّل الموقع إلى عنوان استنزاف لجيش الاحتلال والتعرض لكمائن للمقاومة وقذائف الهاون.
  • ينفِّذ الاحتلالُ ضرباتٍ جويةٍ مُركَّزةً لمواقع استجدَّت في بنك أهدافه، ضمن الجهود الاستخباراتية في متابعة إعادة التمركز والتشكيل لكتائب المقاومة وعُقدها القتالية، على إثر عمليات إعادة الانتشار من مواضع التعمق.
  • يؤكِّد نجاحُ المقاومة في التصدي لمناورات الاحتلال على أطراف بيت حانون التي تعرضت لعدوان شامل وادَّعى الاحتلال إطباقَ السيطرة عليها وتفكيك البنى التحتية للمقاومة فيها، ما يؤكِّد عمقَ تجهيزات المقاومة ومتانة قواعدها وبنيتها التحتية، خصوصًا أن بيت حانون تحولت إلى منطقة محروقة من الصعب العمل المقاومة فيها.
  • أثبَتَت المقاومةُ تماسُك قدراتها وبنيتها التحتية في مناطق القتال شمالي قطاع غزة، وانعكس هذا انعكاسًا كبيرًا على قدرات تشغيل منظومات الصواريخ، إضافةً إلى التصدي لمحاولات التقدم الجديدة في عدد من المحاور.
  • إنَّ قدرةَ المقاومة على توجيه ضربات في مناطق شرقي جباليا وبيت حانون وحي الزهراء تؤكِّد تماسكَ العُقد القتالية للمقاومة ومنظومات القيادة والسيطرة وإدارة العمليات، حتى في المناطق التي تجري فيها عمليات قتالية منذ أشهر.
  • يكثِّف الاحتلال من استهدافاته وغاراته في رفح، بهدف زيادة الضغط على السكان والنازحين وإظهار رسائل حول الجدية في تنفيذ عدوان واسع على المحافظة.
  • يستمر الفعل المقاوم المشترَك بين الأجنحة العسكرية ويتطور، ما يَعكس وجودَ وحدةٍ ميدانيةٍ حقيقيةٍ بين المقاومين، إضافةً إلى سلامة البيئة العملياتية للمقاومة، ما يتيح القدرة على التنسيق والفعل المشترَك والذي تنوَّع ما بين الكمائن والاستهدافات، وتوجيه ضربات المدفعية لتحشيدات وخطوط إمداد العدو.

التقدير:

  • سيعمد جيش الاحتلال إلى تنفيذ عمليات تأمين لمحور "نيتساريم" في منطقة جنوبي محافظة غزة على غرار العملية التي نفَّذها شمالي النصيرات لتأمين محيط عازل لمواقع تمركُز الجيش وخطوط إمداده.
  • سيصعِّد جيش الاحتلال من مناوراته البرية شمالي قطاع غزة، والتي قد يتخللها اقتحام واسع للمناطق الشمالية وتنفيذ عمليات إغارة مباغِتة بهدف تثبيت مبدأ حرية الحركة.
  • سيكثِّف الاحتلال من غاراته الجوية في محافظة خان يونس لأهداف تستجد في بنك أهدافه نتيجة لأخطاء أو حركة لقادة أو كوادر المقاومة في المحافظة، إضافةً إلى تحويل عملية عودة السكان إلى أماكن سكنهم إلى مهمة صعبة تنطوي على خطورة كبيرة، تمهيدًا لإمكانية العودة لتثبيت مبدأ حرية الحركة وتنفيذ مناورات خاطفة بالمحافظة.
  • سحبُ جيشِ الاحتلالِ قواتٍ من المناطق المأهولة لقطاع غزة مرتبطٌ بدرجة أساسية بتجنُّب الاستمرار في معادلات الاستنزاف لجيش الاحتلال، بسبب إطالة مدة بقائه على الأرض دون وجود بنك أهداف حقيقي، ما يعرِّضه للوقوع في كمائن كبرى شبيهة بكمين الزنة شرق خانيونس، ما يَضرب جوهرَ دعايةِ مجلس الحرب حول تفكيك قدرات المقاومة من جانب، ويحوِّل الجيشَ إلى أهداف سهلة للمقاومين الذين يتكيفون مع البيئة العملياتية كلما طالت مدة تواجُد الجيش.
  • ارتباطًا بوصول المفاوضات إلى نقطة الجمود، سيصعِّد جيشُ الاحتلالِ من عدوانه وغاراته في محاولة للضغط على المقاومة، فيما سيُشكِّل الضغطُ على رفح عنوانَ المرحلة القادمة من العمليات، يكُون التمهيد الناري من الجو المدخلَ الرئيسيَّ لها للضغط على النازحين لمغادرة المحافظة الأكثر اكتظاظًا.