الرئيسية| قراءة في الحدث| تفاصيل الخبر

بايدن يختم تاريخه كصهيوني

قراءة في الحدث نتنياهو والسباق الرئاسي الأمريكي والضغط الميداني

06:30 م،22 يوليو 2024

برنامج الانتاج المعرفي

تحت ضغط الحزب الديمقراطي، ووقوفًا أمام الوقائع بكون وجوده في السباق الانتخابي سيُمثِّل خدمةً كبيرةً لخصمِه "دونالد ترامب"، تنحَّى الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، عن خوض السباق الرئاسي، تاركًا موقعَ المُرشَّحِ شاغرًا، مع دعمه لنائبته "كاميلا هاريس"، التي لم تُشكِّل أيَّ حضور نوعي طوال فترة "بايدن" الرئاسية، ولم تُقدِّم إسهامًا فعليًّا في خلالها، فيما لم يحسِم الحزبُ الديمقراطيُّ خيارَه بَعد، على الرغم من أن "هاريس" حظيت بدعم عدد من رموز الحزب، بمن فيهم "بيل كلينتون" وزوجته "هيلاري".

لن تمثِّل "كاميلا هاريس" منافِسًا جديًّا لـ"دونالد ترامب"، الذي حظي بدفعات معنوية كبيرة جدًّا، خصوصًا بعد محاولة الاغتيال التي عززت أسهُمه وحضوره في أوساط ناخبيه. وإن فرص "هاريس" لخوض حملة انتخابية قوية فرصة محدودة، خصوصًا مع محدودية الوقت والكاريزما والموارد.

على كل، يخرج "جو بايدن" من المكتب البيضوي وقد ختم مسيرته السياسية بكونه شريكًا في حرب الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وداعمًا صهيونيًّا بامتياز (كما يَصِف نفسه)، وعلى الرغم من ذلك لم يَشفع له دعمُه المُطلَقُ لـ"إسرائيل" في أن يتوانى "بنيامين نتنياهو" عن مهاجمته، ناهيك عن منحه فرصةً لترميم فرصِه الانتخابيةِ بتسهيل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد أن أصبحت التظاهرات المؤيِّدة للشعب الفلسطيني والرافضة لحرب الإبادة تلاحق "بايدن" في كل المحافل الانتخابية، حتى يكاد يرحل عن السباق الانتخابي ويتردد في الخلفية اسم غزة ولعناتها ولعنات مئات الآلاف من القابعين تحت نيران القنابل الأمريكية في قطاع غزة.

يطير "نتنياهو" إلى واشنطن، بعد تفويض الوفد المفاوض بالمضي قدمًا في المفاوضات، في خبر حرص على تصديره قبل الوصول إلى الولايات المتحدة، كي لا يظهر بمظهر المعطِّل قبل خوض حملة واسعة تستهدف الرأي العام الأمريكي وتصليب مناصري "إسرائيل" في الكونغرس وضمان دعمهم المستمر للاحتلال وحرب الإبادة في غزة والتخفيف من أثر الأصوات الضاغطة للوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في القطاع.

يمارس جيش الاحتلال وقيادته ووزير الحرب الإسرائيلي، "يوآف غالانت"، ضغطًا غير مسبوق للوصول إلى صفقة تنهي الحرب وتوقِف القتال، وتتجنب تدحرج الأمور لمواجهة أوسع وأكبر في الإقليم، خصوصًا أن الخطر المباشر لم يَعُد محصورًا في الهجمات المباشرة التي يشنها "حزب الله"، بل دشَّنَت القوات المسلحة اليمنية وحركة "أنصار الله" في اليمن مرحلةً جديدةً من الاشتباك والمواجهة بعد استهداف "تل أبيب"، والتوعد برد كبير على العدوان الإسرائيلي على اليمن، ما يزيد من التحديات أمام الجيش المُستنزَف الواقع رهينة حسابات "نتنياهو" السياسية دون أي أفق لتحقيق إنجازات ميدانية جديدة. وفي الإطار ذاته، يخوض "غالانت" حملةً في الرأي العام لوضع "نتنياهو" في الزاوية وحرمانه من مبررات لتعطيل الصفقة، ويسارع الجيش من إجراءات استدعاء "الحريديم" للتجنيد محفِّزًا سببًا جديدًا من مسبِّبات انفجار الائتلاف الحكومي معلِّلًا تلك المسارَعةَ باستمرار الحرب والحاجة العلمياتية للتجنيد.

 

ميدانيًّا، ومع كل جولة مُفترَضة للمفاوضات، يعمد جيش الاحتلال إلى زيادة الضغط الميداني على الأرض، في إطار البحث المستمر عن انتزاع تنازلات جوهرية من مفاوِضي المقاومة، وفي هذا الإطار يبدأ جيش الاحتلال أُولى الحملات العسكرية ضمن المرحلة الثالثة في جنوبي قطاع غزة، التي هُجِّر في خلالها سكان نصف المساحة الجغرافية لمدينة خان يونس، وبدء عدوان شامل يستهدف المناطق الشرقية للمحافظة التي قاومت العدوان لأربعة شهور متواصلة دون أن يتمكن الاحتلال من تحقيق أي إنجاز ميداني فيها.