الرئيسية| تقدير موقف| تفاصيل الخبر

هل تكون القشة التي تقصم ظهر البعير

تقدير موقف تجنيدُ "الحريديم".. أزمةُ "إسرائيلَ" التاريخيةُ التي أجَّجتها الحرب

03:29 م،24 يوليو 2024

برنامج الانتاج المعرفي

بعد عقود طويلة من إعفائهم من الخدمة العسكرية الإلزامية في "إسرائيل"، أرسَل جيش الاحتلال في بداية الأسبوع الجاري أوامر استدعاء للخدمة إلى ألفِ طالب حريدي.

ومع كونها من أبرز أزمات الكيان وأكثرها خطورة منذ إنشائه، أصبحت أزمة تجنيد "الحريديم" أكثر تعقيدًا وحساسيةً وإثارةً للجدل هناك في ظل ما يتعرض له جيش الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ شهور من خسائر فادحة تُعَدُّ الأسوأ إطلاقًا في تاريخه.

تلقِي هذه المادة، من إنتاج برنامج الإنتاج المعرفي في مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي، الضوءَ على أزمة قانون التجنيد الراهنة في دولة الاحتلال، مرورًا بالمواقف الإسرائيلية المختلفة منه، وصولًا إلى تداعيات الأمر على "بنيامين نتنياهو" الغارقِ في الأزمات وائتلافه الحكومي، خاصةً في ظلِّ حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة منذ نحو عشرة شهور متواصلة.

الأزمة الراهنة

بدأ جيش الاحتلال، الأحد المنصرم، في تجنيدٍ تدريجيٍّ لأفراد من "الحريديم" بين 18 و26 عامًا، وأرسل أوامر استدعاء إلى ألف منهم من أصل 64 ألف طالب حريدي[1]، بعد بيانه الثلاثاء الماضي[2]. وقررت محكمة الاحتلال العليا، في 25 حزيران/يونيو الماضي، إلزامَ "الحريديم" بالخدمة العسكرية، ومنعَ المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابُها الخدمة، وصدَّق وزيرُ جيش الاحتلال، "يوآف غالانت"، في 9 تموز/يوليو الجاري، على البدء في تجنيدهم في آب/أغسطس المقبل[3].

واحتجاجًا على ذلك اندلعت مظاهرات تخللتها صدامات بين شرطة الاحتلال و"الحريديم" في "تل أبيب". ودعا الحاخامُ الأكبرُ السابقُ لـ"إسرائيل"، "يتسحاق يوسيف"، "الحريديمَ" إلى رفض التجنيد[4].

وسيُجنَّد في المرحلة الأولى في العام الجاري 3,000 شاب حريدي، مع وجودِ مخطَّطٍ لتجنيد 4,800 في العامين 2025 و2026، إلى جانب 1,800 جُنِّدوا في هذا العام. 90% منهم بين 18 و23 عامًا[5].

وفي محاولة للضغط وتعطيل التصويت عليه، ربط وزراء الأحزاب الحريدية، ومنهم وزير البناء، الحاخام "يتسحق غولدكنوف" (من تحالفَ "يهدوت هتوراه")، إقرارَ قانون تجنيد "الحريديم" بإقرارِ قانون تمديد الخدمة الإلزامية للعسكريين، ليوافق مجلس وزراء الاحتلال الأمني في 12 تموز/يوليو الجاري على تمديد الخدمة إلى 36 شهرًا، بدلًا من 32، للسنوات الثماني المقبلة[6].

وانتقدت المستشارة القضائية للحكومة، "غالي بهاراف ميارا"، قرار التمديد، قائلةً إن "زيادة العبء على جنود يخدمون لسنوات، دون خطوات موازية لتجنيد طلاب المعاهد الدينية وتوزيع العبء، لن يكون دستوريًّا"[7].

وطالبت عائلات مئات الجنود الإسرائيليين في غزة أبناءها بإلقاء السلاح "فورًا"، وانتقدَت تساهُل الكنيست بشأن إعفاء "الحريديم" من الخدمة العسكرية[8].

أبرزُ أوجُه الخلاف

مثَّلت مسألة تجنيد "الحريديم" محورَ نقاش وخلاف مستمر في الكيان منذ إنشائه، فبينما يُلزِم قانون دولة الاحتلال كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عامًا بالخدمة العسكرية، فإنه يعفي "الحريديم" منها، إذ يعارِض معظمهم التجنيد ولا يخدِم في الجيش، فيما يؤديه بعضهم طوعيًّا.

تفاقمت حدة الأزمة في العقود الثلاثة الأخيرة، لتوسُّع طائفة "الحريديم" لتشكِّل أكثر من 13% من سكان "إسرائيل"، البالغ نحو 9.7 ملايين، ومن المتوقع أن ترتفع إلى نحو الربع بحلول العام 2050[9]، مكَّنهم ذلك، على الرغم من انعزالهم عن حركة "المجتمع الإسرائيلي"، من أن يحظَوا اليوم بتأثير كبير في مشهد "إسرائيل" السياسي، ليصبح من الصعب تمرير قانون أو صياغة سياسات دون المناورة معهم، ما اتضح أن "نتنياهو" يتقنه جيدًا، والمثال الصارخ على ذلك مشروع قانون "درعي 2" قبل نحو عام، الذي قدَّمه حزب "شاس" الحريدي، والذي يمنع المحكمة الإسرائيلية العليا من التدخل في التعيينات الوزارية أو منعها، كي يعود رئيس الحزب، "آرييه درعي"، إلى مجلس الوزراء في حينه، على الرغم من حكم المحكمة العليا بأن الأخير غير مؤهَّل لشغل منصب وزير.

لم تمارَس ضغوط فعلية سابقًا لإلزام "الحريديم" بالتجنيد، إذ أراد قادة جيش الاحتلال الحفاظ على الطابع العلماني للجيش من جانب، وانتقلوا من جانب آخر في العام 1992 إلى استراتيجية تقضي بوجود "جيش صغير" بتقنيات وإمكانيات نارية كبيرة[10].

وفيما تنظُر قطاعات واسعة من الإسرائيليين إليهم بوصفهم عالةً تعيش على أموال الضرائب دون تقديم إسهام للدولة، زاد الجدلَ تخلُّفُ "الحريديم" عن الخدمة العسكرية بالتزامن مع الحرب على غزة، إذ تطالِب أحزاب علمانية بأن يشارِكوا في "تحمُّل أعباء الحرب"[11]، خاصةً في ظل خسائر الجيش الإسرائيلي الكبيرة. ويؤكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن حرب غزة أسقطَت استراتيجيةَ "الجيش الإسرائيلي الصغير"، وإن "كتيبة من "الحريديم" ستُغني عن توفير 10 كتائب احتياط سنويًّا"[12]. ويقول الجيش إن تجنيد "الحريديم" جزءٌ من خطة لتعزيز صفوف الجيش بدمج مجندين من جميع شرائح المجتمع، وفي ظل التحديات الأمنية والاحتياجات العملياتية المتنامية في هذا الوقت [13].

ومن الجدير بالذِّكر أنه بعد أسبوعين من عملية "طوفان الأقصى" وبدء الحرب على غزة، أعلن جيش الاحتلال تقديم أكثر من 2,000 طلب من "الحريديم" للتجنيد والتطوع في صفوفه في خلال الأسبوعين[14].

وأما "الصهيونيةُ الدينيةُ" فلا تعارِض التجنيد، ليس ذلك وحسب، بل إنها التيار الأكثر تأييدًا له من اليمين الإسرائيلي، وهي منخرطة انخراطًا غير مسبوق في الجيش، إذ تسعى إلى التغلغل والسيطرة وبسط النفوذ على مؤسسات الدولة لتتمكن من تطبيق معتقداتها. أما اليمين الأقل تعصبًا، ممثَّلًا بحزب "الليكود"، فنظرته براغماتية، فلا يمانع تجنيَد "الحريديم" شرط ألَّا يؤدي إلى سقوط حكومته، ارتباطًا بتوافقات الائتلافات الحكومية بين "الليكود" والأحزاب الحريدية، خصوصًا "شاس".

وفي العقد الأخير، حذَّرَت أصواتٌ إسرائيليةٌ من اختراق المتدينين الجيشَ الإسرائيلي، وتغيُّر طبيعته الديموغرافية بارتفاع نسبة خريجي المعاهد العسكرية ذوي الخلفيات الدينية المتشددة إلى نحو 40% من ضباط وجنود سلاح المشاة في العام 2024، بعد أن كانت لا تتجاوز 2.5% في العام 1990[15]، بما قد "يقلب الطاولة على إسرائيل"، بتحوُّل جيشها إلى "مؤسسة دينية قومية"، وإلى "ما يشبه المستوطنين في الضفة الغربية"، على حد تعبير تلك الأصوات[16].

يتمحور الخلاف الجوهري حول ثلاثة بنود: جيل الإعفاء من الخدمة العسكرية الذي حُدِّد في العام 2015 بـ26 عامًا وتقترح الحكومة أن يكون أقل؛ وحصص التجنيد السنوي التي ينادي المعارِضون بأن تصل إلى 2,000 طالب سنويًّا وتزداد تدريجيًّا؛ وربط ميزانيات التعليم الديني بالخدمة العسكرية، بينما يَمنح الفصلُ بينهما الحكومةَ مجالًا لإرضاء الأحزاب الحريدية بزيادة هذه الحصص وتقليل جيل الإعفاء.[17].

ويُذكَر أن تقريرًا لوزارة مالية الاحتلال قال مؤخرًا بانعدام فاعلية سياسات التجنيد الإلزامي الحالية لـ"لحريديم" في معالجة نفقات الدفاع الإسرائيلية المتزايدة[18].

وتعارِض "أغلبُ الشرائح الاجتماعية الإسرائيلية الداعمة لأحزاب الحكومة الحالية تجنيدَ "الحريديم""، ويؤيِّد 76% من الإسرائيليين تجنيدهم، بمعدل ارتفاع 7% بالمقارنة مع ما قبل حرب غزة[19].

أطراف الأزمة الراهنة

على الرغم من محاولات "نتنياهو" الحثيثة لكسب الرأي العام الإسرائيلي، فإنه يصطدم مؤخَّرًا بتهديدات شركائه في الائتلاف الحكومي، ومن ذلك تهديدات حزبَي "شاس" و"يهودوت هتوراه" الدينيين بانسحابهما على خلفية التجنيد الإلزامي الذي يشمل "الحريديم".

وأما "الليكود"، فيَدعم العديدُ من قادته، وفي مقدّمهم " يوآف غالانت"، توجُّهَ المؤسسة العسكرية نحو تجنيد "الحريديم". وفيما يمثِّل "غالانت" وأحدُ أبرز قادة المعارضة زعيمُ حزب "معسكر الدولة"، "بيني غانتس"، مصالحَ جيشِ الاحتلالِ الحيويةَ في حاجته العاجلة لتغطية عجزِ الجيش، يريد الأولُ إقرار قانون التجنيد الآن مؤكدًا حاجة الجيش إلى الجنود، ويرفض الأخيرُ إعادة إحياء المشروع الذي طرحه بنفسه قبل نحو عامين عندما كان وزيرًا للدفاع، إذ يرى أن "إسرائيل" في أثناء الحرب "بحاجة إلى جنود، لا إلى مناورات سياسية".

يقترح "بيني غانتس" و"غادي أيزنكوت" تحديدَ مسار تجنيد الفتيان والفتيات في "إسرائيل" حسب خلفياتهم الثقافية وأنماط حياتهم في عشر سنوات، ثم إلزام الجميع بالتجنُّد بما يشمل "الحريديم"، في أطر عسكرية وأمنية أو مدنية[20].

وأما "أفيغدور ليبرمان"، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، فاقترَح قانونًا لتجنيد كل من يصل إلى 18 عامًا دون استثناء، بما يشمل "الحريديم"[21].

وقال زعيم المعارضة، "يائير لبيد"، زعيم حزب "يش عتيد"، إن "التجند في الجيش الإسرائيلي حاجة أمنية وجودية"، و"من الضروري تجنيد ما لا يقل عن 10 آلاف شاب حريدي سريعًا"[22].

ويبدو أن الدفع بقانون يشمل تجنيد "الحريديم" محاولةٌ من وزير الدفاع الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية بالدرجة الأولى لافتعال أزمة سياسية في هذا التوقيت بالذات، لإعادة الاحتدام في الشارع الإسرائيلي الذي اشتد على مدار العام 2023، للضغط على رئيس وزراء الاحتلال لإتمام صفقة وقفٍ لإطلاق النار من بين مؤيِّديها حاليًّا شركاؤه في الائتلاف من الأحزاب الحريدية، ما يعيد إلى الأذهان معارَضة "غالانت" التعديلاتِ القضائيةَ علنًا واضطرار "نتنياهو" إلى إقالته بعد خطابه في آذار/مارس 2023، قبل أن يعدل عنها لاحقًا.

فبالنظر إلى عدد سكان دولة الاحتلال، وإلى أعداد جنود جيوش الدول، يُعَدُّ عدد جنود جيش الاحتلال ضخمًا، ما يعني أن الحاجة إلى عدد أكبر من بين "الحريديم" -على أهميتها- لا تستدعي خلقَ أزمةٍ بهذا الحجم، وإن خضوع الشاب الحريدي المتزمت دينيًّا سيكون لفتاوى الحاخامات بتحريم ذهاب "الحريديم" إلى الخدمة العسكرية لا لقانون الدولة، وإن إجبار 3,000 من "الحريديم" منعدمي الكفاءة والمهارة والخبرة والبنية الجسدية المناسبة على التجنُّد لن يمنَح جيشَ الاحتلالِ إضافةً فاعلة، بل قد يعود عليه بالسلب، ولا سيَّما في ظل بيان الجيش أن "استمرار الحرب وحجم الخسائر البشرية يتطلبان تجنيد 10 آلاف بين مجندين وجنود محترفين وجنود احتياط"[23]، بينما توافق وزارة مالية الاحتلال حاليًّا على تجنيد 2,500 فحسب[24].

البحث عن خيارات وسطية

يَطرَح باحثون بديلًا يتمثل بتجنيد شباب "الحريديم" الذين يرتادون المدارس الدينية المتسربة، (التي توفر بيئةً أرثوذكسيةً للشباب الذين "لا يهتمون بصرامة الدراسة التلمودية الدائمة").

ويؤكِّد آخرون أنه "إذا ركز الجيش على القطاعات الأكثر هامشية من طلاب المدارس الدينية، ولم يتجاوز الأمر الذي ينص على 4,800 مجنَّد هذا العام، فقد توافق قيادة المجتمع الحريدي على ذلك بدلًا من اتخاذ قرار بشأن تمرُّدٍ مجتمعيٍّ كبير"[25].

خاتمة

بينما يبذل رئيس وزراء الاحتلال جهدًا كبيرًا ليحافظ على ائتلافه الحكومي أطوَل فترة ممكِنة، قد يفجِّر تجنيدُ "الحريديمَ" الإجباريُّ الائتلاف إن نفَّذت الأحزاب الحريدية تهديدَها بالانسحاب منه، ما قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة سيذهب "بنيامين نتنياهو" إلى خسارتها حسب الاستطلاعات.

ويقدِّر "ليبرمان" أن رئيس الحكومة "يعتزم حل الكنيست بنفسه" في عطلته في تشرين الثاني/نوفمبر 2024". وعلى خلفية احتمالية خوض انتخابات مشتركة بين قوى اليمين، التقى "ليبرمان" برئيس الوزراء السابق، "نفتالي بينيت" علنًا[26].

أمام "نتنياهو"، إذن، مهمة صعبة تتمثل بمحاولة الحفاظ على تماسُك ائتلافه حتى الأسبوع ما بعد المقبل بعد انتهاء زيارته إلى الولايات المتحدة. وببدء عطلة الكنيست -من 28 تموز/يوليو الجاري وحتى ثلاثة شهور- لن تستطيع الأحزاب الحريدية تنفيذ تهديداتها، ما يجعل الأسبوع المقبل منتظَرًا بحالةِ ترقُّبِ ما إذا كانت تلك الأحزاب ستُقدِم على محاولة الانسحاب أو ستنتظر الدورة الشتوية للكنيست آملةً تغيُّرَ الوضعِ حسب وعود "نتنياهو" الذي لا يملك أدنى استعدادٍ للمخاطَرة بتحالفِه التاريخي، خصوصًا مع "شاس"، بأن يمرِّر تجنيدَ "الحريديم".

وفي حين أن محاولةَ التوصل إلى اتفاق يحظى برضا جميع الأطراف محاولةٌ غير مضمونة النتائج في ظل تمسُّك كل طرف بمطالبه، يرى محللون أن "نتنياهو" قد يذهب إلى خيار لا يحظى بكثير من الشعبية[27]، لإرضاء شركائه المتدينين في الائتلاف بما يمنحه وقتًا أطوَل في الحكومة، ولردع من يقف في وجهِه من وزرائه وأعضاء حزبه، فقد يَدفع بـ"غالانت" بعيدًا ليس عن وزارة الجيش فحسب، بل حتى عن "الليكود"، وقد يطال الاستبعادُ رئيسَ الأركانِ، "هرتسي هاليفي".

وفي سياق غير منفصل، يتزايد داخل الائتلاف الحكومي احتجاجٌ على رفض صفقة وقف إطلاق النار في غزة، ويرى كثيرون على رأسهم "غالانت" أن هذا التوقيتُ المناسبُ لإبرامها، وإن حزبَي "شاس" و"يهدوت هتوراه" ومعظم وزراء "الليكود" في الكابينيت يؤيدونها، بما يعني أن "بن غفير" و"سموتريتش" لن يستطيعا إفشالها[28]. وبالاستعانة بملاحظة تاريخه وتجاربه في الأزمات، أخرَج "نتنياهو" نفسَه من أزمة الاحتجاجات المتعلقة بالاقتصاد الإسرائيلي في العام 2011 بأن عَقَدَ صفقة "ِشاليط"[29]، ما يَخلق تساؤلاتٍ جديةً حول ما إذا كان سيعيد تكرار السيناريو ذاته، ولا سيما في ظل مطالبة بصفقة من قِبل "شاس" الذي يُعَدُّ حليف "الليكود" التاريخي ويُعَدُّ زعيمه "درعي" اليدَ اليمنى لـ"نتنياهو" وفي الوقت ذاته المعارض الأساسي مع "يهدوت هتوراه" لتجنيد "الحريديم"، كل ذلك بعد كل محاولات رئيس الوزراء المماطلة وكسب الوقت لتأجيل ما يواجهه من أزمات بذريعة استمرار الحرب على غزة، منها فشله في منع عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ومسألة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتوتُّر العلاقات مع الإدارات الأمريكية، والفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة، وفرض جبهات إسناد المقاومة الفلسطينية قواعدَ اشتباك جديدة مع "إسرائيل"، وغيرها، بما يجعل أزمة تجنيد "الحريديم" القشةَ التي يُراد بها أن تقصِم ظهرَ البعير.

 

الهوامش

[1] Israel Must Draft the ultra-Orthodox to the IDF, With No Compromises، هآرتس، 22/7/2024، https://tinyurl.com/2xca4xca.

[2] أوامر التجنيد الأولى للحريديم ستصدر يوم الأحد، i24NEWS، 16/7/2024، https://www.i24news.tv/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/middle-east/artc-949761d8.

[3] المحكمة العليا الإسرائيلية تصدر قرارها بشأن تجنيد "الحريديم"، الحرة، 25/6/2024، https://tinyurl.com/47h2h95t.

[4] اشتباكات بين الشرطة واليهود المتشددين بعد اعتزام الجيش الإسرائيلي تجنيد «الحريديم»، Euronews عربي، 16/7/2024، https://arabic.euronews.com/2024/07/16/israeli-military-ultra-orthodox-men-benjamin-netanyahu-protests-supreme-court.

[5] بدء تجنيد الحريديم بالجيش.. نتنياهو في عين العاصفة، الأناضول، 18/7/2024، https://tinyurl.com/yjn6tytj.

[6] خلافات بحكومة نتنياهو بسبب تجنيد الحريديم وتمديد الخدمة العسكرية، الجزيرة نت، 7/7/2024، https://aja.ws/n9y7rp.

[7] المستشارة القضائية: تمديد الخدمة النظامية بدون تجنيد الحريديين ليس دستوريًّا، عرب 48، 14/7/2024، https://tinyurl.com/29scxnzw.

[8] "عودوا للمنازل".. عائلات جنود إسرائيليين تطالب أبناءها بإلقاء السلاح، التلفزيون العربي، 11/6/2024، https://tinyurl.com/3drn8rsj.

[9] الجيش الإسرائيلي يعلن موعد البدء بتجنيد اليهود الحريديم والحاخام الأكبر يدعو "للعصيان"، مونت كارلو الدولية، 17/7/2024، https://tinyurl.com/mwbc5whv.

[10] إسرائيل تعترف بفشل إستراتيجية "الجيش الصغير".. كيف قرأها الفلاحي عسكريا؟، الجزيرة نت، 18/7/2024، https://aja.ws/5bkvsh.

[11] وليد حباس، من تداعيات هجوم 7 أكتوبر: ماذا يعني التحاق مئات الشبان الحريديم بالجيش الإسرائيلي؟، مركز مدار، 15/11/2023، https://tinyurl.com/3jbzhznh.

[12] إسرائيل تعترف بفشل إستراتيجية "الجيش الصغير".. كيف قرأها الفلاحي عسكريا؟، مصدر سابق.

[13] وامر التجنيد الأولى للحريديم ستصدر يوم الأحد، مصدر سابق.

[14] من تداعيات هجوم 7 أكتوبر: ماذا يعني التحاق مئات الشبان الحريديم بالجيش الإسرائيلي؟، مصدر سابق.

[15] National Religious Recruits Challenge Values of IDF Secular Elite، الغارديان، 18/7/2024، https://www.theguardian.com/world/article/2024/jul/18/national-religious-recruits-challenge-values-of-idf-secular-elite.

[16] الحريديم في مواجهة حماس.. لماذا يسعى المتطرفون للسيطرة على جيش الاحتلال؟، مصدر سابق.

[17] مهند مصطفى، معضلة الحريديم: قانون تجنيد المتديّنين اليهود ومستقبل الحكومة الإسرائيلية، 13/3/2024، https://epc.ae/ar/details/scenario/muedilat-alharidim-tajnid-almtdynyn-alyahud-wamustaqbal-alhukuma-aliisraiylia.

[18] صحيفة: تجنيد الحريديم بإسرائيل غير كاف وسط ارتفاع تكاليف الدفاع، الجزيرة نت، 16/7/2024، https://aja.ws/dj6k10.

[19] יותר משליש מקרב מצביעי ש"ס ויהדות התורה בעד גיוס חרדים، يسرائيل هيوم، 1/3/2024، https://www.israelhayom.co.il/news/politics/article/15350464.

[20] معضلة الحريديم، مصدر سابق.

[21] المصدر السابق.

[22] لابيد: تجنيد الحريديم حاجة أمنية.. ونراقب الأوامر، سكاي نيوز عربية، 22/7/2024، https://tinyurl.com/9nszvax3.

[23] Israel Must Draft the ultra-Orthodox to the IDF, With No Compromises، مصدر سابق.

[24] IDF requires 7,000 more troops, treasury approves less than half، يديعوت أحرونوت، 3/1/2024، https://www.ynetnews.com/article/skelmfyta.

[25] محاذير إسرائيلية من تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، الجزيرة نت، 1/7/2024، https://aja.ws/jfckto.

[26] هل نحن بصدد اتحاد سياسي جديد في إسرائيل؟، i24NEWS، 17/7/2024، https://tinyurl.com/yr6xwa8v.

[27] معضلة الحريديم، مصدر سابق.

[28] الانتقادات داخل إسرائيل تتزايد ضد نتنياهو لعرقلته صفقة التبادل، الجزيرة نت، 18/7/2024، https://aja.ws/wzkuus.

[29] هكذا تمت صفقة الأسرى، الجزيرة نت، 18/10/2011، https://aja.me/yr2kav.