الرئيسية| قراءة في الحدث| تفاصيل الخبر

قراءة في التداعيات على مسار المقاومة الفلسطينية

قراءة في الحدث غزة بعد توقف جبهة الشمال: المقاومة بين الضغوط والتحديات

05:29 م،27 نوفمبر 2024

برنامج الانتاج المعرفي

الموقف الفلسطيني: تقدير للتحالف الاستراتيجي

ارتكزت الفصائل الفلسطينية في موقفها من اتفاق التهدئة اللبنانية على تقدير تضحيات حزب الله الذي دعم جبهة الإسناد لأكثر من عام. أدركت المقاومة الفلسطينية مسبقًا المسار المتوقع لجهود وقف إطلاق النار، والتي يُرجح أنها جرت بالتنسيق عبر قنوات الاتصال المباشر بين الطرفين.

تعي المقاومة الفلسطينية أن تحالفها مع حزب الله يتجاوز حدود الاشتباك المباشر ليشمل أبعادًا استراتيجية أوسع. الحفاظ على قوة المقاومة اللبنانية وبنيتها الشعبية يُعتبر مكسبًا استراتيجيًا للمقاومة الفلسطينية، خاصة في ظل مشهد إقليمي ضيّق مساحة التحرك الفلسطيني كثيرًا.

تداعيات توقف جبهة الإسناد اللبنانية

يمثل توقف جبهة الإسناد اللبنانية خسارة للمقاومة الفلسطينية. شكّل مشهد "وحدة الجبهات" عامل ضغط دوليًا على إسرائيل، حيث أجبرها على التفكير مرتين قبل توسيع العدوان. ومع ذلك، فإن زوال هذا الضغط يترك المقاومة في غزة أمام تحديات أكبر.

تواجه المقاومة الآن ضغوطًا متزايدة على عدة مستويات، تمثلت في تجميد قطر وساطتها والضغوط على قيادة حماس. تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن تؤكد أن الولايات المتحدة ترى في اتفاق التهدئة فرصة لدفع المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات رئيسية، مثل الإفراج عن الأسرى بما فيهم حملة الجنسيات الأمريكية مقابل شروط مخففة عن ما وضعتها المقاومة سابقًا.

إسرائيل: استغلال المكاسب الظرفية

يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اتفاق التهدئة يعزل المقاومة الفلسطينية عن أي دعم خارجي، مما يمنح الاحتلال مساحة أكبر لتحقيق أهدافه. يسعى نتنياهو إلى استخدام هذا الواقع لفرض شروط جديدة، خاصة في ملف تبادل الأسرى، دون تقديم أي تنازلات جوهرية مثل وقف العدوان أو الانسحاب من قطاع غزة.

الاحتلال يراهن على تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية على المقاومة، مما يعزز فرصه في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب الفلسطينيين.

تحديات المقاومة الفلسطينية: مواجهة الضغوط والتكيف مع الواقع الجديد

مع هذا الواقع، تواجه المقاومة الفلسطينية ثلاثة مسارات رئيسية يجب التركيز عليها:

تعزيز الاشتباك الميداني:

منع الاحتلال من فرض وقائع جديدة على الأرض، سواء بإقامة نظام محلي موالٍ أو تعزيز حرية حركة جيشه في القطاع.

التصلب في شروط التفاوض:
التمسك بمبادئ رئيسية تشمل رفض إعادة احتلال غزة، وعدم فصلها عن التمثيل الفلسطيني الشامل، والمطالبة بصفقة تبادل عادلة للأسرى.

إعادة ترتيب البيت الفلسطيني:
صياغة نموذج وطني للحكم في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية عمومًا، يستند إلى توافق وطني يواجه محاولات فرض قيادة موالية للاحتلال.

محورية ملف الأسرى

يمثل ملف الأسرى عنوان المرحلة المقبلة، حيث تسعى إسرائيل لاستغلاله لفرض شروطها، بينما ترى المقاومة في هذا الملف فرصة لتعزيز موقفها التفاوضي وضمان صفقة عادلة. تصاعدت المحاولات الإسرائيلية الميدانية لفرض نظام محلي موالٍ في القطاع وخلق وقائع جديدة في القطاع كأمر واقع، مما يتطلب من المقاومة تصليب موقفها وحضورها الميداني، مع إتاحة مساحة للمناورة دون التفريط في الشروط الأساسية.

خلاصة: طريق المقاومة في ظل التهدئة اللبنانية

مع انتهاء القتال في الجبهة الشمالية، يواجه الفلسطينيون واقعًا جديدًا يفرض تحديات استراتيجية. المقاومة مطالبة بتطوير أدواتها لمواجهة هذا الواقع عبر تعزيز صمودها الميداني، والتصلب في التفاوض، والعمل على إعادة ترتيب صفوفها داخليًا. في ظل الضغط الدولي والإقليمي، يُصبح التمسك بالمطالب الأساسية أمرًا حيويًا لمواجهة مخططات الاحتلال الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وتحييد قوى المقاومة من المشهد والتأثير سعيًا لتعزيز إطباقها على الضفة الغربية والقدس وإتمام مخطط الضم وحسم الصراع مع الشعب الفلسطيني.