الرئيسية| قراءة تحليلية| تفاصيل الخبر

هندسة السيطرة وصمود المقاومة

قراءة تحليلية (اليوم الـ437 للحرب) نقاط مكثَّفة حول مجريات المواجهة البريَّة في قطاع غزة

01:24 م،16 ديسمبر 2024

برنامج الرصد والتوثيق

المشهد الميداني لجيش الاحتلال:

محور الجهد الرئيسي - مدينة رفح:

  • ينفِّذ جيش الاحتلال عمليات واسعة لإزالة وتسوية المساكن في الأحياء الجنوبية من مدينة رفح، بهدف إنشاء منطقة عازلة تمتد إلى مسافة 1 كيلومتر مربع على طول محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي.
  • اكتملت عمليات التسوية الهندسية والتجهيز إلى حد كبير، بما في ذلك نصب أنظمة مراقبة متطورة تشمل مجسات أرضية وأجهزة استشعار على طول محور فيلادلفيا.
  • تتقدم الآليات العسكرية في القطاع الغربي من المحور في اتجاه مشارف مواصي رفح ومنطقة الشاكوش، مع تنفيذ عمليات تمشيط واسعة وتسوية ميدانية تهدف إلى توسيع السيطرة وتأمين خطوط الحركة.
  • يفرض الاحتلال قيودًا صارمة على حركة المدنيين في الشوارع وأحياء رفح الشمالية من خلال إطلاق نيران كثيفة من طيران "كواد كابتر" المُسيَّر، بالإضافة إلى القصف الجوي.

محور الجهد الثانوي - محافظة خان يونس وشمالي محافظة رفح:

  • ينفِّذ طيران الاحتلال الحربي وقوات المدفعية قصفًا ممنهجًا يستهدف مناطق متفرقة من محافظتَي رفح وخان يونس، في إطار استراتيجية الضغط الناري لتدمير البنية التحتية وإضعاف البيئة القتالية.

محور الجهد الرئيسي - شمالي قطاع غزة:

  • تستمر العملية العسكرية في شمالي القطاع لليوم الـ74 على التوالي، مع التركيز على التدمير المنهجي في مخيم جباليا الذي شهد عمليات واسعة لنسف المباني والمنشآت والبنى التحتية بشكل كامل.
  • وسَّعت قوات الاحتلال نطاق العمليات ليشمل مناطق مثل عزبة بيت حانون وأجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا، مع استمرار الجهد الرئيسي في أحياء مخيم جباليا.
  • عمليات "التدمير السجادي" مستمرة، إذ تتوالى الهجمات من الأحياء الجنوبية لمخيم جباليا نحو الشمالية، متجهة إلى مشروع بيت لاهيا وأحيائه الغربية.
  • استخدم جيش الاحتلال تقنيات حديثة تشمل الروبوتات المفخَّخة لاستهداف الأبنية السكنية والأحياء المدنية، ما يشير إلى تغيير في أساليب الاشتباك وتفادي المواجهات المباشرة.

محور نيتساريم:

  • تُواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات تأمينية وتمشيطية في محيط محور نيتساريم. تتحرك الآليات بشكل شبه يومي تجاه أحياء تل الهوى، الشيخ عجلين، وحي الزيتون شمال المحور، وجحر الديك ومشارف مخيم النصيرات جنوب المحور.
  • تتصف العمليات في هذا المحور بالطابع التأميني أكثر من الهجومي، مع التركيز على منع أي محاولة اختراق من قبل المقاومة الفلسطينية.

محور وسط القطاع:

  • تشهد المخيمات الوسطى، وخاصةً النصيرات والبريج، ضربات مكثفة بالطيران الحربي استهدفت المنازل والمناطق المدنية.
  • تترافق هذه الضربات مع قصف مدفعي مستمر يستهدف مناطق شمالي النصيرات، مصدره القوات المتمركزة في محور نيتساريم.

تحليل الموقف:

أهداف جيش الاحتلال الاستراتيجية:

  • توسيع وتأمين المناطق العازلة على طول الحدود الجنوبية، لا سيما في محور صلاح الدين.
  • تدمير شامل للبنى التحتية والمراكز المدنية في المناطق الشمالية والوسطى بهدف شل قدرة المقاومة على المناورة والتأثير.
  • استخدام تكتيكات حديثة، مثل الروبوتات المفخَّخة والطائرات المسيَّرة، لتقليل الخسائر البشرية في صفوف قواته.

التكتيكات الميدانية:

  • التدمير السجادي: اعتماد سياسة الأرض المحروقة لتفريغ المناطق من أية مقاومة.
  • الحصار الناري: فرض السيطرة عبر الطيران المُسيَّر والمدفعية الثقيلة لضمان شل حركة المقاومة والمدنيين.
  • التشتيت الجغرافي: تنفيذ عمليات متزامنة في محاور عدة (رفح، وشمالي القطاع، ووسطه) لإرباك المقاومة.

ملاحظات تكتيكية:

  • يعكس التركيز على محور صلاح الدين اتخاذ تدابير بعيدة المدى لفرض الرقابة اللصيقة على الخط الحدودي.
  • يهدف استمرار عمليات التدمير في مخيم جباليا إلى إنهاء البنية التحتية للمقاومة في شمالي القطاع، مع فتح جبهات إضافية لتوسيع الاستنزاف الميداني.

المشهد الميداني للمقاومة:

محاور الاشتباك العامة:

تعتمد المقاومة الفلسطينية في محاور الاشتباك المختلفة على تكتيكات حرب الغوار واستنزاف القوات البرية لجيش الاحتلال عبر عمليات استدراج منتظمة إلى كمائن النار، وتُنفِّذ عمليات هجومية ودفاعية باستخدام الأسلحة المناسبة لكل محور.

محور الجهد الرئيسي - رفح:

  • تنفِّذ المقاومة هجمات مركزة على قوات الاحتلال المتمركزة في الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة رفح، باستخدام وسائط النار المضادة للدروع والجهود الهندسية مثل الكمائن المفخَّخة ونسف المنازل.
  • تعتمد المقاومة على إدامة زخم الاشتباك لضمان استمرارية الضغط طالما بقيت القوات الإسرائيلية متمركزة داخل رفح.
  • نفَّذت كمائن مركبة في حي الجنينة شرقي رفح، تضمنت استهداف الآليات بقذائف مضادة للدروع، وقنص الجنود باستخدام بنادق الغول محلية الصنع.
  • تستهدف المقاومة نقاط القيادة والسيطرة وخطوط الإمداد الإسرائيلية في رفح باستخدام قذائف الهاون والمقذوفات القوسية.

محور الجهد الرئيسي - مخيم جباليا (شمالي قطاع غزة):

  • تستمر المقاومة في التصدي لعمليات التقدم بعد مرور 74 يومًا على العملية العسكرية، مستخدِمةً القذائف الترادفية المضادة للدروع محلية الصنع، عبوات الشواظ والعبوات المخصصة للعمل الفدائي.
  • نجحت في تشغيل كمائن هندسية معدَّة مسبقًا، تضمنت نسف منازل مفخَّخة، وتفخيخ فتحات الأنفاق في استهداف القوات المتقدمة.
  • نفَّذت عمليات نوعية تضمنت كمائن مركبة استهدفت الجنود باستخدام القذائف المضادة للتحصينات والأفراد، والآليات باستخدام العبوات المضادة للدروع.
  • تستمر المقاومة في تشغيل عقدها القتالية في شمالي القطاع وفق قواعد إدارة النيران، بهدف رفع تكلفة التقدم على جيش الاحتلال، وإدامة الاشتباك لتقليص القدرة القتالية لقوات الاحتلال، وتقليص الاستنزاف في مواردها وتسليحها للحد الأدنى.
  • أطلقت المقاومة رشقات صاروخية من مواقع العمليات في شمالي قطاع غزة، مستهدِفةً مستوطنات غلاف غزة، بما في ذلك "سديروت" و"نتيف هعستراه".
  • أظهرت هذه العمليات قدرة المقاومة على الحفاظ على زخم الصواريخ على الرغم من الضغط الميداني.
  • نفَّذت المقاومة عمليات استحكام مدفعي مكثفة، تضمنت استهداف مواقع تمركز جيش الاحتلال في خطوط التقدم بمخيم جباليا، وتحشيدات الاحتلال وخطوط إمداده في محور نيتساريم. اعتمدت على قذائف متنوعة العيارات (120 ملم، و80 ملم، و60 ملم).
  • استخدمت المقاومة بندقية "الغول" محلية الصنع، وهي نسخة مطورة عن بندقية Steyr HS .50k النمساوية، لتنفيذ عمليات قنص دقيقة استهدفت قوات المشاة الإسرائيلية في مخيم جباليا، ومحور نيتساريم، وشرقي رفح.
  • عزَّزت عمليات القنص المركزة من كفاءة المقاومة في استنزاف القوات البرية وإيقاع خسائر مباشرة في صفوف الجنود.

تحليل الموقف:

  • تعتمد المقاومة على التنوع التكتيكي بين الكمائن الهندسية، واستهداف التحصينات، والقصف المدفعي، ما يعكس احترافية في إدارة القتال وفق ظروف كل محور.
  • تجري إدارة النيران بدقَّة، بهدف إدامة الاشتباك ورفع كلفة العمليات العسكرية على جيش الاحتلال.
  • تستهدف المقاومة نقاط القيادة والسيطرة وخطوط الإمداد لتقويض قدرة جيش الاحتلال على مواصلة العمليات، ما يرفع من حجم الاستنزاف.
  • يعكس تمكن المقاومة من تطوير أسلحة محلية الصنع، مثل بندقية القنص "الغول" وعبوات الشواظ، القدرةَ على مواجهة نقص الإمدادات والتعامل مع متطلبات الميدان.
  • تشير عمليات الكمائن المركبة والهجمات الصاروخية والقصف المدفعي إلى أن المقاومة تحتفظ بقدرة عملياتية عالية على الرغم من الضغط الميداني، ما يشكِّل عائقًا أمام تحقيق جيش الاحتلال لحسم عسكري سريع.
  • التحدي الأبرز أمام جيش الاحتلال يتمثل بالتعامل مع المرونة التكتيكية للمقاومة، حيث تُصعِّب الكمائن والضربات المدروسة أيَّ تقدم بري آمن.

استخلاصات المشهد الميداني:

  • تعكس التطورات الميدانية محاولةَ الاحتلال ترجمة الإنجازات التكتيكية إلى مكاسب استراتيجية، على الرغم من فشله في تحقيق حسم نهائي بفعل صمود المقاومة ونجاحها في استنزاف قواته.
  • تهدف تجهيزات الاحتلال على محور صلاح الدين الحدودي إلى ضمان سيطرة عملياتية طويلة الأمد، بما يشمل إنشاء أنظمة مراقبة، وتجهيزات هندسية، وممرات تتيح الانسحاب السريع إذا اقتضت التطورات السياسية أو الميدانية ذلك.
  • تُظهر التغيرات التي يُجريها الاحتلال في المناطق المأهولة (فتح الممرات وتوسيع الشوارع) استعدادًا لتأمين حرية الحركة البرية في أي توغل مستقبلي، وتسهيل عمليات الدخول والخروج من المدن والأحياء.
  • يعكس استهداف مخيم جباليا استهدافًا شاملًا سياسةَ الاحتلالِ لمنع إعادة الكثافة السكانية، في إطار محاولة خلق "مناطق ميتة" يصعُب على المقاومة إعادة استخدامها كقواعد ميدانية.
  • تشير قدرة المقاومة في مخيم جباليا ورفح على الاستمرار في العمليات إلى متانة بنيتها التحتية وسلامة منظومات القيادة والسيطرة، إلى جانب احتفاظها بقدرات تسليحية لفرض معادلات اشتباك ميداني مستمرة طوال فترة تواجد جيش الاحتلال على الأرض.
  • تدل العمليات المشتركة بين الأجنحة العسكرية، خصوصًا في المناطق الرئيسية (رفح، وجباليا، ومحور نيتساريم)، على وحدة ميدانية حقيقية وبيئة عملياتية مستقرة، تُتيح للمقاومة تنفيذ ضربات مركبة تشمل الكمائن، والاستهدافات المباشرة، وضرب خطوط الإمداد.
  • نجحت المقاومة في جعل التقدم العسكري الإسرائيلي مكلفًا للغاية، سواءٌ في الأرواح أو العتاد، كما في محاور جباليا ورفح، مع إبراز واضح لاستنزاف القوات الإسرائيلية في محور نيتساريم، ما يُثبِت فشل استراتيجية "المطاردة الساخنة" لتحقيق تفوق عسكري سريع.

التقدير:

  • ستعمل المقاومة على استهداف القوات الإسرائيلية المتقدمة في محاور الاشتباك باستخدام وسائل نوعية ومتعددة.
  • ستواصل المقاومة تحويل محاولات الاحتلال للتوغل في المناطق الشمالية إلى نقاط استنزاف ميداني، مع التركيز على منع الاحتلال من تحقيق مبدأ حرية الحركة في تلك المناطق.
  • على الرغم من الضغوط العسكرية والاستخباراتية، ستُحافظ المقاومة على قدرتها على توجيه ضربات صاروخية مؤثِّرة على مستوطنات غلاف غزة. كما يُتوقَّع أن تلجأ المقاومة إلى تفعيل منصات جديدة ومستحدَثة عند الحاجة.
  • سيعمد جيش الاحتلال إلى سياسة التهجير القسري للمربعات السكانية المحيطة بمناطق الإطلاق، كبديل عن عجزه في استهداف المرابض الصاروخية استهدافًا دقيقًا عبر الضربات الجوية أو الاستخبارات.
  • سيكثِّف الاحتلال من استخدام التكنولوجيا والأنظمة الهندسية، مثل الطائرات المُسيَّرة والروبوتات المفخَّخة، لمحاولة تقليص الخسائر البشرية ورفع كفاءة استهدافه لمواقع المقاومة.