الرئيسية| حصاد الأسبوع| تفاصيل الخبر

فرض وقائع ميداني وزحف على الأرض

الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار: 407 خرقًا و47 شهيدًا في الأسبوع السادس

10:52 ص،22 نوفمبر 2025

برنامج الرصد والتوثيق

أصدر برنامج الرصد والتوثيق في مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي تقريره للتطورات الميدانية في الأسبوع السادس ورصد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عن الفترة الممتدة من الساعة 9 صباحًا يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر حتى الساعة 9 صباحًا يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

ويوثّق التقرير تصاعدًا حادًا في وتيرة الاعتداءات، عبر الغارات الجوية والقصف المدفعي وعمليات النسف والتوغّل، بما تجاوز مناطق ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وأسفر عن ارتقاء شهداء وسقوط جرحى من المدنيين في مختلف محافظات القطاع.

أبرز النتائج الإحصائية

يوثّق التقرير خلال هذا الأسبوع وقوع 407 خروقات إسرائيلية، أسفرت عن:

  • استشهاد 47 فلسطينيًا.
  • إصابة 123 آخرين.
  • اعتقال 4 صيادين فلسطينيين.
  • 3 حالات توغّل ميداني.
  • 32 حالة قصف مدفعي.
  • 63 عملية نسف لمنازل ومنشآت مدنية.
  • 52 عملية استهداف مباشر.
  • 83 حالة إطلاق نار.

من حيث التوزيع الجغرافي للخروقات، سجّلت:

  • محافظة خان يونس: 156 خرقًا، و26 شهيدًا و46 جريحًا.
  • محافظة غزة: 178 خرقًا، و18 شهيدًا و72 جريحًا، و4 معتقلين.
  • شمال قطاع غزة: 29 خرقًا.
  • المنطقة الوسطى: 17 خرقًا.
  • رفح: 27 خرقًا.

ما يعكس تركيزًا كثيفًا للعمليات العسكرية في محافظتي غزة وخان يونس، مع استمرار الضغط على الشريط الشرقي ومحيط "الخط الأصفر".

نمط الخروقات وتطوّر الميدان

يرصد التقرير تنوّع الاعتداءات بين إطلاق نار مباشر على المواطنين والمنازل وخيام النازحين، وعمليات توغّل تجاوزت فيها آليات الاحتلال ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، فضلًا عن قصف واستهداف بري وجوي ومدفعي، وعمليات نسف شملت منازل ومنشآت مدنية في غزة وخان يونس ورفح والمنطقة الوسطى.

كما سجّل التقرير تكثيفًا واضحًا لاستخدام الطائرات الحربية والمروحية والمسيرات (كواد كابتر) في استهداف أحياء سكنية مكتظة في حي الشجاعية، التفاح، الزيتون، ومحيط مخيمات جباليا والبريج والمغازي، إلى جانب قصف متكرر لساحل غزة وخان يونس ورفح من قبل الزوارق الحربية، بما يرسّخ سياسة الحصار البحري ويمنع الصيادين من ممارسة عملهم، وصولًا إلى اعتقال 4 صيادين أثناء عملهم قرب شاطئ غزة.

دفع "الخط الأصفر" وتوسيع الإخلاء القسري

يسجّل التقرير خطوة خطيرة تمثّلت في دفع ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" مئات الأمتار إلى داخل المناطق الخارجة عن سيطرة الاحتلال شرق مدينة غزة؛ إذ تقدّم الجيش نحو 300 متر غربًا في حي التفاح، ما تسبّب في نزوح مئات المواطنين تحت تهديد إطلاق النار. كما أعاد الاحتلال تحديد خط جديد في حي الشجاعية بعد إسقاط مناشير تحذر السكان من الاقتراب من منطقة تم توسيعها بشكل أحادي.

ونتيجة هذه الإجراءات، هُجّرت مئات العائلات التي كانت قد عادت إلى منازلها عقب وقف إطلاق النار، بينما تعيش العائلات المتبقية في حالة تهديد دائم بين خطر إطلاق النار وتفجير العربات المفخخة في محيطها، في مشهد يعكس تصاعد الانتهاكات وتفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع.

الآثار الميدانية على المدنيين

شهد الأسبوع السادس مجازر واستهدافات مباشرة للمدنيين، كان أكثرها قسوة يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث قصف الاحتلال:

- مبنى وزارة الأوقاف في منطقة عسقولة شرق غزة، والذي كان يؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد عشرة فلسطينيين على الأقل.

- خيام ومواقع للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، واستهداف سيارة قرب منطقة البراق، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال.

- منازل سكنية في حي الزيتون وأبراج طيبة ومناطق متعددة في خان يونس وغزة، تسببت في استشهاد عائلات كاملة وسقوط عدد كبير من الجرحى، بينهم أطفال.

كما يلفت التقرير إلى حالات متكررة لاستشهاد وإصابة مدنيين، بينهم أطفال، نتيجة انفجار أجسام من مخلفات الاحتلال أو استهداف مباشر من الطائرات المسيرة في أحياء سكنية، مثل بني سهيلا وعبسان والنصيرات ومحيط البريج، إضافة إلى إصابات متفرقة في صفوف الأهالي أثناء تنقلهم أو تواجدهم قرب منازلهم.

الأبعاد الإنسانية والسياسية

يرى التقرير أن نمط الخروقات في هذا الأسبوع يعكس تصعيدًا نوعيًا في توظيف اتفاق وقف إطلاق النار كغطاء لإدارة عدوان واسع منخفض الوتيرة؛ إذ لم يقتصر الأمر على استمرار القصف والنسف، بل شمل تعديلًا فعليًا لحدود السيطرة الميدانية عبر دفع "الخط الأصفر" غربًا، وتعميق سياسة الإخلاء القسري ومنع عودة السكان إلى مناطقهم الأصلية.

ويحذّر مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي من أن هذا السلوك يعني عمليًا إدامة مفاعيل حرب الإبادة ومنع قطاع غزة من المضي في أي مسار جدي للتعافي وإعادة الإعمار، في ظل غياب ضغوط دولية فاعلة لإلزام الاحتلال بتنفيذ استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار.

خلاصة

يخلص التقرير إلى أن الأسبوع السادس من اتفاق وقف إطلاق النار هو من الأكثر تصعيدًا منذ بدء التهدئة من حيث عدد الشهداء والجرحى وحجم الخروقات الموثقة، وأن الاحتلال يمضي في إعادة إنتاج الحرب بأدوات متدرجة تشمل القصف الجوي والمدفعي، والنسف والتجريف، ودفع حدود السيطرة الميدانية، واستهداف المدنيين في مساكنهم ومخيمات نزوحهم.

ويؤكد مركز عروبة أن هذه الوقائع تضع المجتمع الدولي، ولا سيما الأطراف المنخرطة في ترتيبات اتفاق شرم الشيخ، أمام مسؤولية سياسية وأخلاقية وقانونية مضاعفة للضغط على الاحتلال من أجل احترام التزاماته، وضمان ألا يتحوّل وقف إطلاق النار إلى غطاء لتثبيت وقائع الإبادة والتطهير الميداني على الأرض.